أزمة عامة وحل سياسي في اطار مشروع دولة مدنية حديثة
2 فبراير، 2016
734 5 دقائق
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
هي ازمة عامة تشمل الوطن كله ولاحلول جزئية ولا حلول لمدينة دون اخرى .. حل سياسي وطني في اطار مشروع دولة حديثة مدنية تتسع للجميع في اطار جغرافية موحدة.
من هنا يجب ان يكون وعينا السياسي وانتمائنا لهوية موحدة .. و لو نظرنا من زاوية اقتصادية وامنية فقط لوصلنا الى نفس النتيجة .. فاستحالة ان تستقر مدينة بمفردها او الجنوب دون الشمال او العكس.
هناك تداخلات اجتماعية وحزبية وجهوية بمافي ذلك امتداد الخارج ووكلائه في الشمال والجنوب.
من هنا لامجال للاستقرار الا في اطار دولة واحدة ولامجال لتعدد فرص العمل وتنوعها الا في اتساع رقعة الارض لاستثمارات محلية وخارجية توالد فرص عمل للجميع.
الكنتونات الصغيرة لم يعد بمقدورها البقاء .. ربما كان هذا قبل خمسين عام لظروف دولية افرزتها متغيرات انحسار الاستعمار البريطاني والفرنسي وظهور نظام دولي عقب الحرب العالمية الثانية، و ما استلزمه ذلك من حماية دولية لدول صغيرة تاسست لتلعب ادوار في المنظومة الدولية .. اما اليوم فالمتغيرات الدولية تتطلب دول ذات موارد بشرية واقتصادية كبيرة وذات حكومات مستقرة مدنية في طابعها.
لن يتم التعامل مع اليمنيين خارج بلادهم الا كمهاجرين دون حقوق سياسية وبنظرة اقل احتراما.
من هنا يكون الوطن هو الملجاء الاول والاخير لعموم اليمنيين وعليهم ان يجعلوه آمنا ومستقرا وان يلبي حاجاتهم الاقتصادية والسياسية.
و هذا رهين وعيهم السياسي ونضالهم لتحقيق دولة ووطن تعكس وعيهم وثقافتهم ومكاتنتهم.
الوطن كجغرافيا يأخذ صورته وكرامته وتطوره من فاعلية الانسان وصفاته الثقافية والتعليمية وانتمائه وطنيا وسياسيا وقدر علو هامته وكرامته يكون الوطن.
الدول لاتكون جاهزة بالصدفة. و التنمية لاتأتي من الخارج. و الاستقرار لايتحقق بعصا سحرية. بل جميعها محصلة نضال لقوى تؤمن بالوطن والشعب وتدرك ان كرامتها لاتكون الا في وطن تعلو هامته ويحترمه الاخرون..؟